حلم صلاح بالكرة الذهبية وتجديد عقده مع ليفربول

المؤلف: محمد الصاحي (القاهرة)09.04.2025
حلم صلاح بالكرة الذهبية وتجديد عقده مع ليفربول

في حوار شيّق ومثير، كشف النجم المصري المتألق محمد صلاح، جوهرة ليفربول وقائد منتخب الفراعنة، عن تفاصيل آسرة تتعلق بحلمه الأثير في التتويج بجائزة الكرة الذهبية المرموقة، بالإضافة إلى كواليس تجديد عقده مع النادي الإنجليزي العريق، واصفًا المفاوضات بأنها «لم تكن باليسيرة». وأفصح صلاح عن المحفزات الشخصية التي دفعته لتقديم أحد أروع مواسمه الكروية على الإطلاق.

لم يخلُ حديث صلاح مع مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الشهيرة من مشاعر الاعتزاز والانتماء، مؤكدًا أن إنجازاته المتألقة داخل المستطيل الأخضر مرتبطة بحلمه الأسمى في إسعاد الجماهير المصرية العاشقة، ومشددًا على رغبته الجامحة في الاستمرار في حصد الألقاب والبطولات مع ليفربول والمساهمة الفعّالة في مشروعه الجديد الطموح تحت قيادة المدرب الهولندي القدير أرني سلوت.

استهل صلاح حديثه بالتأكيد على حلمه الراسخ بالفوز بجائزة الكرة الذهبية «بالون دور»، معتبرًا إياها ليست مجرد إنجاز فردي محض، بل هدف نبيل يحمل في طياته تطلعات وآمال الشعب المصري بأكمله، مصرحًا: «ليس الأمر رهنًا بإرادتي وحدي، ولكن من الجليّ أنني أتوق للفوز بالكرة الذهبية من أجل شعبي العزيز، فعندما ينشأ المرء في قرية مصرية بسيطة، يصعب عليه أن يحلم بمثل هذا الإنجاز العظيم». وأشار إلى أن عمره الحالي البالغ 32 عامًا لا يزال يمنحه فرصة سانحة للمنافسة بقوة، مستشهدًا بنجوم لامعة مثل كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي، ولوكا مودريتش، وكريم بنزيما، الذين ظفروا بالجائزة المرموقة في الثلاثينيات من عمرهم.

كما أعرب صلاح عن أمله العميق في الفوز بجميع البطولات الممكنة مع ليفربول خلال العام القادم، قائلًا: «حتى لو لم يحالفني الحظ بالفوز بالكرة الذهبية، ستظل مسيرتي الكروية حافلة بالنجاحات والإنجازات، ولكن الموسم المقبل يبدو واعدًا ومليئًا بالتحديات المثيرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ودوري أبطال أوروبا، وكأس الأمم الأفريقية».

تجديد العقد.. رحلة شاقة تكللت بالبقاء في آنفيلد

وتطرق صلاح في حديثه إلى كواليس تجديد عقده مع ليفربول، والذي تم الإعلان عنه رسميًا في شهر أبريل الماضي، ليمتد حتى صيف عام 2027، مبينًا أن المفاوضات لم تكن سهلة على الإطلاق، حيث كان عقده السابق على وشك الانتهاء مع نهاية موسم 2024-2025، مشيرًا إلى أن «فكرة الرحيل كانت مطروحة، ولكنني كنت أقول لنفسي: إذا لم يرغب النادي في التجديد، فلا مشكلة على الإطلاق، سأغادر بأفضل طريقة ممكنة». وأضاف أن دوافعه الشخصية لتقديم أفضل موسم إحصائي في مسيرته الكروية كانت مرتبطة بإمكانية أن يكون هذا الموسم هو الأخير له مع الفريق، معتبرًا أن هذا الدافع القوي قد حفزه لتحقيق أرقام مذهلة، حيث اعتلى صدارة ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 22 هدفًا، وبفارق 3 أهداف عن النجم النرويجي إيرلينج هالاند.

وفي نهاية المطاف، حسم صلاح قراره بالبقاء في صفوف الريدز، معربًا عن سعادته الغامرة بالاستمرار في قلعة آنفيلد، قائلًا: «أنا متحمس للغاية، فليفربول قد منحني الكثير، وأرغب في رد الجميل بالمزيد من الألقاب والإنجازات». وأعلن أنه كان من المحتمل أن يغادر ليفربول، مضيفًا: «نعم، كان الرحيل أمرًا واردًا، فالأمر كان غريبًا بعض الشيء، كنا نقدم موسمًا قويًا جدًا، ولكن المفاوضات كانت معقدة للغاية، وفي النهاية، انتهت الأمور على خير ما يرام، فنحن أبطال، وأنا باقٍ لموسمين إضافيين».

دوافع شخصية.. «كنت ألعب وكأنها المرة الأخيرة لي»

ومن أبرز النقاط التي كشف عنها صلاح في حواره هي الدوافع الشخصية التي قادته لتقديم موسم استثنائي بكل المقاييس، قائلًا: «ربما كانت تلك ميزة كبيرة، لأنني قدمت أفضل موسم إحصائي في مسيرتي الكروية، ففكرة أن هذا قد يكون موسمي الأخير قد دفعتني لتقديم كل ما أملك وتحقيق لقب البريميرليغ الذي وعدت به الجماهير الوفية». وأضاف أن هذا الشعور بالتحدي قد جعله يلعب بطاقة إضافية، حيث لم يقتصر دوره على تسجيل الأهداف فقط، بل كان أيضًا صانع ألعاب وملهمًا لزملائه في الفريق، مما ساهم في تصدر ليفربول لجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 8 نقاط عن مانشستر سيتي بعد مرور 12 جولة.

هذا الدافع القوي يعكس شخصية صلاح الطموحة، التي تجمع بين الانضباط الصارم والرغبة الجامحة في ترك بصمة لا تُمحى وإرث كبير في عالم كرة القدم. فمنذ انضمامه إلى ليفربول في عام 2017 قادمًا من روما، سجل صلاح أكثر من 200 هدف وتُوّج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، ولكنه يرى أن هناك المزيد من الإنجازات والألقاب التي يتوق إلى تحقيقها.

علاقته مع أرني سلوت.. بداية مفاجئة ونجاح سريع

وتحدث صلاح بحماس بالغ عن علاقته مع المدرب الهولندي أرني سلوت، الذي تولى مهمة تدريب ليفربول خلفًا للمدرب الأسطوري يورغن كلوب في بداية الموسم، قائلًا: «لم أتوقع تحقيق الفوز بهذه السرعة، فمن كان ليتوقع ذلك؟ لا أحد، على ما أعتقد»، معبرًا عن دهشته من التأثير الفوري لسلوت على أداء الفريق.

وأضاف: «أرني مدرب مباشر وصريح جدًا، وقد أعاد إلينا روح المنافسة والتحدي. فمع يورغن، ربما انخرطنا في منطقة راحة زائدة في نهاية مشواره معنا. ولكن سلوت وجهازه الفني يتميزون بقدر أكبر من الانفتاح في الحوار والتواصل، وهذا ساعدني كثيرًا ورفع من مستواي بشكل ملحوظ».

ومن جانبه، أشاد سلوت بصلاح في مناسبات عديدة، مؤكدًا أنه «لاعب مميز حقًا» وأن تركيزه الكامل على أرض الملعب لا يتأثر بالضجة الإعلامية المثارة حول عقده. وتعد هذه العلاقة الإيجابية بين اللاعب والمدرب عاملاً رئيسيًا في نجاح ليفربول هذا الموسم، حيث حقق الفريق انتصارات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا.

علاقته مع محترف النصر ساديو ماني

وتحدث صلاح عن علاقته بزميله السابق في ليفربول، اللاعب الحالي في صفوف نادي النصر السعودي، ساديو ماني، قائلًا: «كان هناك توتر في العلاقة مع السنغالي ساديو، ولكننا كنا محترفين حتى النهاية، ولا أعتقد أن ذلك قد أثر على أداء الفريق، ومن الطبيعي أن يرغب المرء في المزيد».

صلاح في قلب مشروع ليفربول الجديد

يأتي حوار صلاح مع «فرانس فوتبول» في توقيت بالغ الأهمية، حيث يعيش ليفربول مرحلة انتقالية ناجحة تحت قيادة المدرب سلوت، فبعد رحيل يورغن كلوب، كانت هناك شكوك وتساؤلات حول قدرة الفريق على الحفاظ على مكانته ومواصلة المنافسة بقوة على الألقاب. ولكن صلاح، إلى جانب قادة آخرين في الفريق مثل فيرجيل فان دايك، قد شكلا العمود الفقري للفريق. وقد أزال تجديد عقد صلاح، بالإضافة إلى تجديد عقد فان دايك، الغموض الذي كان يحيط بمستقبل الفريق، في حين لا تزال المفاوضات جارية لتجديد عقد ترينت ألكسندر-أرنولد، وسط اهتمام ملحوظ من نادي ريال مدريد الإسباني.

وعلى الصعيد الدولي، يحمل صلاح على عاتقه آمال الجماهير المصرية العريضة في الفوز بكأس الأمم الأفريقية 2025، وربما التأهل إلى كأس العالم 2026. إذ يطمح صلاح في قيادة منتخب «الفراعنة» إلى تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق. وتضيف هذه التحديات بُعدًا آخر إلى طموحاته الكروية، حيث يرى نفسه قائدًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سواء داخل الملعب أو خارجه.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة